الخميس، آذار/مارس 28، 2024

المناضل جورج عبد الله: الشعب الفلسطيني راكم طوال رحلة الكفاح الوجودي ما يلزم لمواجهة التحديات ومواصلة النضال حتى النصر

  لانمزان - ترجمة ماري ابراهيم
فلسطين

قال المناضل اللبناني المعتقل في السجون الفرنسيّة جورج عبد الله، إنّ "الجماهير الشعبية الفلسطينية وطلائعها الثورية تقاتل في ظروفٍ صعبةٍ للغاية بلا كللٍ أو ملل منذ أواخر الستينيات".

وأوضح عبد الله في بيانٍ له تمّت تلاوته خلال مظاهرة 27 حزيران 2020 في باريس ضد ضم الضفة الغربية وضد الاحتلال الصهيوني ودعمًا لمقاومة الشعب الفلسطيني، أنّ "ظهور وتأكيد الثورة الفلسطينية المعاصرة بعد هزيمة البرجوازية العربية وأنظمتها المختلفة عام 1967، أثار بالتأكيد حماس الجماهير والقوى الحية في العالم العربي، وخاصةً في المشرق، ومع ذلك، لم يكن الرجعيون من مختلف الإنتماءات السياسية يرغبون أبدًا، ولا يمكنهم أن يرغبوا، في التعايش مع هذا المركز الثوري في هذه المنطقة وفي تأييد مقاومةٍ حقيقيةٍ للكيان الصهيوني الذي بالمناسبة ليست مجرد أداة واحدة من بين أدواتٍ أخرى في خدمة الإمبريالية لنهب المنطقة والسيطرة عليها، إنّه في الواقع امتداد عضوي للإمبريالية الغربية، وهذا هو السبب في أن نضال الشعب الفلسطيني يقوم في المنطقة بدورٍ أكثر تعقيدًا من أي نضالٍ آخر من أجل التحرر الوطني ضد الاستعمار التقليدي".

وأضاف المناضل عبد الله في بيانه أنّه "ومنذ بداية السبعينيات، كان تصفية الثورة الفلسطينية على أجندة القوى الإمبريالية ومؤيديها الرجعيين الإقليميين، وتعاقبت الحروب والمذابح منذ ذلك الحين، وواجهتها الجماهير الشعبية بالوسائل والقدرات المتاحة على الرغم من أن الثورة كانت ممزقة (ولا تزال حتى اليوم) بين قطبين: أحدهما يسعى بأي ثمن للمفاوضات والتنازلات التي لا نهاية لها، والآخر يركز على المقاومة بكل الوسائل وخاصة الكفاح المسلح، لقد خاضت معارك لا تعد ولا تحصى، وخسر بعضها، وفاز بالبعض الآخر، ولكن بشكلٍ عام وعلى الرغم من كلِّ الخسائر وعلى الرغم من كلِّ الأخطاء، تمكّنت الجماهير من تعزيز بعض الإنجازات التي لا يمكن لأحد اليوم أن ينكر آثارها الاستراتيجية".

وشدّد على أنّ "الشعب الفلسطيني لا يزال موجودًا، والقضية الفلسطينية أكثر حيوية من أي وقت مضى: مسيرة تاريخية تُرسم ملامحها بدماء الثوريين الفلسطينيين والديناميكية المستدامة بالانخراط المبكر لورود ولأشبال فلسطين – النور، أكثر إشراقًا من أي وقت مضى، انهمم مشاعل الحرية، أبطالٌ مقاومون لا يقهرون في السجون الصهيونية".

وأردف بالقول: "يؤكدون كلهم هذه الأيام رفضهم لاتفاقيات أوسلو سيئة السمعة، وربما يكون من المفيد الإشارة إلى أن هذه المبادرات لأي مفاوضات وعلى حساب تنازلات لا يمكن تجاهلها، قد تضاعفت بدءًا من "البرنامج الوسيط" المسمى "برنامج النقاط العشر" حوالي عام 1974، وذلك في ذروة النضال الفلسطيني، ثم بقبول القرارين 242 و338 أثناء دورة المجلس الوطني لعام 1988؛ وأخيرًا مع اتفاقية أوسلو، التي لم تُستخدم لوقف الاستعمار ومصادرة الأراضي الفلسطينية ولا لمنع تهويد القدس المتسارع دائمًا".

وبيّن أيضًا أنّه "ولأكثر من 27 عامًا، استمروا في تغذية الأوهام حول إقامة "دولة ذات سيادة حقيقية" على أقل من 22٪ من فلسطين في خضم مشروع استيطاني نشط، استعمار استيطاني، الأوهام حول "دولتين" بجوار بعضهما البعض مثل الجيران القدامى الذين اختلفوا على قطعة أرض؛ الأوهام حول قدرة الكيان الصهيوني على الوجود ببساطة في وقت السلم وإقامة علاقات أخرى مع المنطقة (وليس فقط مع الشعب الفلسطيني) والتي لن تعكس مصالح هذا الامتداد العضوي للإمبريالية".

وتابع في بيانه الذي وصل "بوابة الهدف": "منذ عام 1993، اضطرت الجماهير الفلسطينية لتحمّل المذابح المروّعة وحصار الإبادة الجماعية واحتجاز أطفالٍ وعائلاتٍ بأكملها ناهيك عن هدم المنازل والممتلكات الأخرى، لأن طبقة من التجار استطاعت أن ترى ازدهار مصالحها في نهاية النفق الخيالي، ومن المؤكد أن الخروج من مستنقعات أوسلو ليس بالأمر البسيط، حيث إن أدوات القمع مرتبطة بشكل أساسي بآليات الثورة المضادة في خدمة المحتل الصهيوني".

وأشار إلى أنّ "الشعب الفلسطيني وطلائعه القتالية تراكم لديه طوال رحلة الكفاح الوجودي ما يلزم لمواجهة التحدي ومواصلة النضال حتى النصر، وقوى المقاومة في المنطقة قوية للغاية بحيث يمكن للمرء أن يقول بثقة ودون تباهي: إنّ النصر على جدول الأعمال أكثر من أي وقت مضى، وبطبيعة الحال، يمكن للجماهير وطلائعها القتالية في الأسر الاعتماد على تضامنكم النشط".

وفي ختام بيانه قال: "فلتزدهر آلاف مبادرات التضامن لصالح فلسطين ومقاومتها المجيدة، والتضامن كل التضامن مع المقاومين في السجون الصهيونية، وفي زنازين العزل الانفرادي في المغرب و تركيا واليونان والفيلبين وفي كل مكان حول العالم، والتضامن كل التضامن مع الشباب البروليتاريين من أحياء الطبقة الشعبية، والمجد للشهداء وللجماهير المناضلة، ولتسقط الإمبريالية وكلاب حراستها الصهاينة والرجعيون العرب الآخرون، وهذه الرأسمالية ليست إلا بربرية، والمجد لكل من يعارضها بمضامين متنوعة".

*المصدر: بوابة الهدف