الخميس، آذار/مارس 28، 2024

ختام السعافين.. واجهة الفعالية النضاليّة النسويّة

  إيهاب الريماوي
فلسطين

خرجت ختام السعافين من بيتها في اليوم التالي لحفل زفافها، ولم تعد إلّا بعد ثلاثة أيّام.

كان ذلك صبيحة السادس من كانون أول/ ديسمبر عام 1989، حيث قضت تلك الفترة بين عدة مناطق من أجل المشاركة في فعاليات "انتفاضة الحجارة" التي كانت في أيامها الأخيرة.

يدرك من يعرف ختام أنها تلك المرأة التي لم تغب يومًا عن الشارع، وتصدرها للمشهد في الفعاليات النسويّة ذات البعد الوطني، ولم تغب إلّا مرتين قسرًا، الأولى حين اعتقلها الاحتلال إداريًا عام 2017 لمدة ثلاثة أشهر، والثانية في اعتقالها الإداري الحالي، الذي تجدد لأربعة أشهر أخرى ابتداء من مطلع شهر آذار/ مارس الجاري.

أنهت ختام تخصص الرياضيات من كلية دار المعلمات بمدينة رام الله عام 1983، وفي العام التالي عُينت مُدرسة في إحدى مدارس المدينة.
بعد ستة أشهر أصدرت سلطات الاحتلال الصهيوني قرارًا بفصلها من عملها كمدرسة، بسبب نشاطاتها الوطنية، حيث كان الاحتلال هو الجهة المسؤولة عن قطاع التعليم آنذاك.

تزوجت ختام في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول عام 1989 من علي فارس الذي تعرفت عليه في إحدى الفعاليات الوطنيّة بجامعة بيرزيت عام 1987، وأنجبت منه أمل وبينا وعمر، وبعد ثلاثة أشهر على الزواج اعتقل زوجها وقضى حكمًا بالسجن الإداري لمدة 32 شهرًا.

حرصت على البساطة في حياتها التي انعكست على مراسم زواجها الذي لم يكلف أكثر من 60 دينارًا، حيث اقتصر على دُبلتين لها ولزوجها، حتى أنها أصرت على أن يكون مهرها دينار أردني فقط.

"كانت فترة اعتقالي صعبة على ختام، اضطرت إلى ترك المنزل والتنقّل مع أمل الطفلة التي كانت تبلغ حينها 4 أشهر بين بيوت عدّة أصدقاء، حيث كان منزلنًا يتعرّض لاقتحامات متكررة من قبل جيش الاحتلال"، قال زوجها علي فارس.

عملت ختام السعافين معلمة في مدرسة مار يوسف بمدينة رام الله بين عامي 1992 و2005، وخلال تلك الفترة لم تدخر جهدًا في مواصلة عملها النضالي النسوي كما يؤكّد زوجها.

ويضيف "كانت تنهي دوامها عند الثانية ظهرًا، ولا تعود للمنزل قبل السابعة مساءً، كنت أعرف أنها تحرص على عدم تفويت أي فعالية وطنيّة، وكثيرًا ما كانت تعطي أولوية لعملها الوطني على حساب عائلتها".

ويذكر فارس أنّ زوجته أبلغته بقرار تقديم استقالتها من المدرسة، وأنها لن تعود لها مطلقًا، لأنها لا ترى نفسها في هذا المجال، وتريد أن تتفرّغ للعمل الوطني النسوي.

تشغل ختام (57 عامًا) المعتقلة منذ فجر الثاني من تشرين ثاني/ نوفمبر 2020 رئاسة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية خلفًا للراحلة مها نصار.

وتقول صديقتها الدكتورة في جامعة بيرزيت رلى أبو دحو: "هي امرأة متواضعة وتحب الحياة البسيطة، حتى أنّها حريصة على نسج علاقتها مع الناس البسطاء الذين هم في غالبهم بحاجة إلى المساعدة".

وتضيف أبو دحو: "تعيش ختام حياتها من أجل القضية النسويّة الوطنيّة، هذا كان همها وعطاءها الدائم في هذا الاتجاه، الأمر الذي جعلها تتصدر المسيرات النسوية المطالبة بالحقوق والقضايا السياسية، حيث كانت شعلة النشاط، ولذلك استهدفها الاحتلال".

المصدر: وكالة وفا