لا شكّ في أنَّ التآمر على فلسطين مستمر منذ نشوء الحركة الصهيونية وتحالفها العضوي مع المملكة البريطانية التي كانت في حينه تقود العالم الرأسمالي الآخذ في الانتقال إلى الطور الإمبرياليّ في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
أطلق كلٌ من الحزب الشيوعي اللبناني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إعلاناً سياسياً مشتركاً بينهما، حول المقاومة العربية الشاملة، ووجّه الطرفان "نداءٌ إلى الشعوب العربية داعيةً للإستعداد لحمل السلاح ومقاومة أي عدوان صهيوني محتمل على لبنان".
شكّل الغزو الصهيوني للبنان عام 1982 محطّةً تاريخيةً مفصلية في استراتيجية الصراع العربي الإسرائيلي، بما حمله من أهداف دولية وإقليمية ومحلية لتصفية القضية الفلسطينية، ولتعميم نهج الاستسلام الذي أسست له اتفاقيات كامب ديفيد الخيانية بين مصر والكيان الصهيوني، ولتحقيق هذا الهدف كان لا بدّ من سحق المقاومة الفلسطينية وضرب الحركة الوطنية اللبنانية وفرض انسحاب القوات السورية وتعطيل قدراتها على الساحة اللبنانية،