الجمعة، آذار/مارس 29، 2024

"الشيوعي" أحيا الذكرى الـ 30 لاستشهاد القائد محمود المعوش "جلال"

أخبار الحزب
أحيت منظمة "الحزب الشيوعي اللبناني" في برجا، مساء اليوم، الذكرى الثلاثين لاغتيال القائد الشيوعي محمود المعوش "جلال"، في مدرسة النجدة الشعبية، في حضور رؤساء وأعضاء وممثلين عن الأحزاب والجمعيات والنوادي والهيئات والفاعليات من برجا والإقليم، رئيس وأعضاء بلدية برجا وعدد من المخاتير والمشايخ، وممثلين عن القوى والفصائل الفلسطينية.


بداية مع النشيد الوطني ونشيد الحزب الشيوعي، ثم عرض فيلم وثائقي عن المعوش يحاكي مراحل نضاله، فكلمة لسكرتير منظمة الحزب في برجا مازن المعوش، تحدث فيها عن الذكرى وصاحبها مرحباً بالحضور وقال "تجيء الذكرى مستبقةً حينها، فتدفع كل الأحداث للتكثف فيها ومن خلالها، فتشحن العواطف وتستدرجها نحو أسئلةٍ وجودية تختصر كل المعارك، فتتضح الاتجاهات وتبرز التناقضات. فيصطف الغزاة على الجانب الأيمن ومن جهة اليسار يتجمهر مقاومون امتشقوا الإرادة وصمموا، فسعوا، فتنظموا، فعصروا التراب ليخرج سلاحاً وانطلقوا بملء إرادتهم يواجهون الموت ويجابهونه فتولد من رحم المعركة صرخات الحياة ويولد في كل معركةٍ لهم بطلاً جديداً يكتب في التاريخ صفحاتٍ مشرفةٍ في النضال والصمود ومواجهة الاحتلال والتخلف والتعصب والطائفية والفاشية. ومن بين الأبطال يرتفع صوت القادة الحقيقيين المدركين لشروط النصر والفوز وفي عقولهم الثورية بوصلة توجه السلاح إلى مرماه وكلما أصابوا في الهدف ازداد الحقد وازدادت خطورة العدو ورغبته في القتل".
وتابع "تتماثل اللحظات في مثل هذه الأيام ويعود القتل والقمع والظلم ليفتش لنفسه عن مكانٍ بين جماهير شعبنا لكن من قبل سلطة رأس المال والنظام المسخ القائم على الاستغلال والإفقار وفي هذه اللحظات التاريخية التي يصارع فيها الشعب من أجل بقائه وتحصين حقوقه والدفاع عنها تجيئ ذكرى استشهادك يا "جلال" فتفيض المعاني زوداً في ذكراك لتجدد فينا حماسةً ودفعاً موجهتان بيقظةٍ ثوريةٍ حكمت ايام نضالك في المقاومة الوطنية، في السلاح كما في الفكر. وهذه السنة سيكون للاحتفال بذكراك طعمٌ آخر علنا في احتفالنا هذا نسير مقتنعين لحقبةٍ جديدةٍ في نضالنا من أجل بناء الوطن الحر والشعب السعيد.
محمود المعوش "جلال" مر على استشهادك ثلاثين عاماً وما زلت مواكباً لنا في وعينا وفي وجدان كل مخلص من ابناء هذا الوطن، كما كنت سنكون وسنحتفل بذكراك في ساحات النضال، كما على منابرنا، في صرخاتنا..".
وأضاف "يا جلال العدو اشتد عنفاً وازدادت وحشيته، لكنه لم يعد يخيفنا، لأننا مقتنعون كما كنت أن الدم أقوى من السيف وأنا حياة المقاومة أقوى من عمر المحتل، فالمقاومة لا تعرف الفناء ولا يستهويها إلاّ الخلود فتتجدد مع كل ولادةٍ وتشرق مع كل شمس وتنهار سيلاً يزيل الجيوش والجحافل مع كل سقوط مطر.
يا جلال الفاشيون ما زالوا يعيشون بيننا، يصارعون أمل الحياة فينا. يسرقون رغيفنا وينهبون مال فقرائنا ويغتالون الحاضر فينا والمستقبل، يمتهنون الكذب والاحتيال، يتكلمون عن الشرف ولا يملكونه، يدعون العفة ولا يمارسوها، كل الفاشيين الذي كنت تحاربهم أصبحوا وزراء ورجال سلطةٍ ومال فما لم يستطيعوا تحقيقه في الحرب حققوه في السلم تحت ظل عباءة النظام الطائفي والمذهبية فحولوا البلد إلى ملحقٍ عاجزٍ للأنظمة الرأسمالية العلمية وتحالفوا مع الإمبريالية فتحولوا إلى أذنابٍ لها تتراقص متى يفرحون وتهوي سقوطاً متى يسقطون، وفي المقلب آخر هناك شعبٌ يناضل من أجل البقاء، يقاوم بالصوت والجسد أمام البرد والنار، ويبدوا أن مارداً سيخرج من بين الفقراء ليطيح بكل القصور والحكومات والهياكل، يبدوا أن ثورةً تتقدم مسرعةً في الأزقة والشوارع تسابق الانهيار وتتحداه".
وختم قائلاً: "الغد يا رفيق جلال يصارع للقدوم وفيه تكثر الاحتمالات، فإما يكون مشبعا بالآهات والآلام والمعاناة، وإما يحمل معه نصرا جديدا يعيد للشعب وطنه ويسترد للناس حقها بالحياة الكريمة والحرة، خارج مزارع الطوائف وسجون الجهل والتخلف.
سنقاوم واياك يا جلال كل محتلٍ قادم،  سنثور واياك يا جلال ونسقط كل ظالمٍ ومتآمر،
يا جلال ثلاثين عاماً وما زلت حياً في وعي رفاقك، وحزبك الذي بلغ من العمر ٩٥ عاماً وما زال يتجدد شباباً واصراراً على التقدم والنهوض.
كل عامٍ وانت بوصلة، كل عام وانت الرفيق القائد، كل عام وفي استشهادك ولادة جديدة رغم صعوبة المخاض".
 
غريب
بدوره، ألقى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب كلمة وقال:
نحيي اليوم الذكرى الثلاثين لاستشهاد الرفيق جلال، محمود المعوش، لنقول له ولكل الذين غادرونا على درب الشهادة، ان الرفاق لا زالوا على العهد والوعد رغم كل العواصف والمتغيّرات التي حصلت في لبنان والمنطقة.
حزبك يا رفيق جلال لا زال وفيا لدمائك ودماء كل الشهداء الذين سقطوا من اجل وطن حر وشعب سعيد، مستمر في نضاله من اجل تغيير النظام السياسي الطائفي المولّد لكل الأزمات، من أجل تغيير السلطة السياسية المنحازة لحيتان المال والريع التي نهبت المال العام وأوقعت البلاد في الانهيار المالي والنقدي والتي تمارس أبشع أنواع الاستغلال الطبقي والاجتماعي فهجّرت شبابنا وافقرت شعبنا حتى أصبح على شفير المجاعة.
حزبك أيها الرفيق المقاوم المتواضع المخلص والشجاع لا زال مستمرا في معركته ضد تبعية هذا النظام لقوى الهيمنة الامبريالية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية وادواتها في المنطقة من كيان صهيوني وأنظمة رجعية عربية سعت وتسعى إلى تعميم هذا النظام على دول المنطقة في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتفتيت المنطقة.
 جئناك أيها الرفيق لنقول لك: لقد أثمرت مسيرة شعبنا وحزبنا النضالية المضرّجة بالدماء انتصاراً مؤكداً واضحاً وضوح الشمس، فانتفاضة الشعب اللبناني في 17 تشرين الأول هي عنوان الانتصار لنهج مقاومتك الوطنية اللبنانية في 16 أيلول في التحرير والتغيير. فـ 16 أيلول و17 تشرين الأول هما رمز القضية الواحدة، قضية التحرر الوطني والاجتماعي لشعبنا، الذي به يخوض صراعه الطبقي ضد الاضطهاد الإمبريالي من الخارج والاستغلال الطبقي من الداخل.
وما يجسد هذا الوفاء اليوم لك ولكل الشهداء هو دور حزبك في المشاركة الفاعلة وفي إنضاج ظروف انطلاقة هذه الانتفاضة الوطنية والاجتماعية التي فجّرها شعبنا. انها ثمرة ثلاثين عاما من النضال، منذ الطائف وحتى تاريخه كان حزبك رغم كل الحصار والصعوبات ومعه كل الوطنيين والديمقراطيين المخلصين للتغيير الديمقراطي في موقع المواجهة لهذه السلطة بحكوماتها ومجالسها النيابية المتعاقبة، وفي كل المحطات والاستحقاقات والانتخابات النيابية والبلدية والنقابية".
وأضاف "تستمر الانتفاضة الشعبية وتصمد مع دخولها شهرها الثالث رغم الاعتداءات على الساحات التي قامت بها القوى الأمنية وميليشيات منظومة السلطة ومحاولات مصادرتها بالخطاب الطائفي وشد العصب المذهبي ووضع شارع بوجه شارع لترسيخ الانقسامات العمودية في صفوف الشعب ومنع إحداث أيّ خرق سياسي في النظام الطائفي الذي يتجّه نحو الاحتضار وسوى ذلك من مفردات "الميثاقية" و"الرجل القوي" واستخدام المؤسسات الدينية ومرجعياتها للوصول إلى السلطة، ورغم الضغوط الاقتصادية والمالية المتصاعدة من جانب المصارف والهيئات الاقتصادية واحتكاراتها في القيود التي يمارسونها على الودائع والتحويلات.
ورغم التدخلات والضغوط الخارجية لا سيما الأميركية منها المالية والنقدية التي وافقت عليها الحكومة المستقيلة بأطرافها كافة بإقرارها الورقة المسماة إصلاحية لمؤتمر سيدر فهي العنوان الأول للائحة الضغوط والتهديدات الأميركية التي يحملها ديفيد هيل في فرض ترسيم الحدود البحرية لنهب ثروتنا النفطية والغازية بما يخدم الكيان الصهيوني والشركات الأميركية، وتوطين اللاجئين الفلسطينيين، ومنع عودة النازحين السوريين، والافراج عن العميل الصهيوني عامر الفاخوري وضرب موقع لبنان المقاوم للعدو الصهيوني.
   ففي ظل كل هذه الضغوط جرت عملية التكليف للدكتور حسان دياب كرئيس للحكومة من دون أن يجري حتى نقاش برنامجه ومشروعه للحكومة الجديدة والتي عبرنا بصددها عن موقفنا منها في ان هذا التكليف لا يغيّر من موقفنا باستمرار الانتفاضة ومن تمسكنا بمطالبها وفي مقدمها تشكيل حكومة وطنية انتقالية ذات صلاحيات استثنائية، مشكّلة من خارج منظومة السلطة الحالية لإقرار قانون للانتخابات النيابية خارج القيد الطائفي، ويعتمد النسبية وفق المادة 22 من الدستور، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة واسترجاع المال والاملاك العامة المنهوبة ومحاكمة الفاسدين وتحميل تبعات الأزمة المالية للذين استفادوا وكدّسوا الأرباح".
ورأى غريب أنه "يكفي فرض ضريبة تصاعدية على أصحاب الثروات الكبرى لننقذ لبنان من الوقوع في الانهيار المالي، فالحسابات المصرفية فوق المليون دولار تبلغ 80 مليار دولار وهي في يد حفنة من حيتان المال وأصحاب الشركات المالية الكبرى.
وليكن موقفنا نابع مما نراه في البيوت، من فقر وبطالة وهجرة وأمراض، ومن جوع ووجع وألم، فمن هناك نصنع مواقف التغيير ومن هناك تتقدم الحياة السياسية على كل ما عداها من مسرحيات طائفية ومذهبية نراها اليوم تتنقل في الشوارع وهي لم تعد تنطلي على شعبنا المنتفض ضدها بالأساس فلا علاقة للانتفاضة بها التي كانت وما زالت عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق.
وتمييزا للخيط الأبيض من الخيط الأسود فقد قطعنا شوطا هاما في تجميع قوى التغيير الديمقراطي استكمالا لما بدأناه في اللجنة التحضيرية في الورشة الحوارية للمرحلة الانتقالية ونحن بصدد إنهاء مشروعها البرنامجي بعد أن أدخلنا التعديلات عليه حيث سنعمل على الإعلان عنه في الأيام المقبلة".
 وتابع "أيها الرفاق المناضلون لقد كان لكم دوراً هاماً وبارزاً في هذه الانتفاضة، هو بعض من تاريخكم المشرف تاريخ برجا والاقليم والجبل تاريخ كل الوطنيين فإلى المواجهة وتصعيدها في الساحات وامام المؤسسات المالية والبنك المركزي والمصارف وامام مزاريب الهدر والفساد  اعتصاماً وتظاهراً  في الشوارع  وصولاً إلى العصيان المدني حتى تحقيق مطالب الانتفاضة في تشكيل الحكومة الانتقالية وفي مواجهة المخاطر والتحديات الناتجة عن تسارع الانهيار  في إلغاء ما سمي "الورقة الإصلاحية" للحكومة المستقيلة وسائر مشاريع الشراكة والخصخصة الواردة في مؤتمر "سيدر" ، وتأمين فرص العمل للشباب، وإنشاء وتمويل صندوق البطالة ورفع الحد الأدنى للأجور وتقديم مساعدات اجتماعية طارئة للعائلات الأكثر فقرا التي تهددها المجاعة وتأمين التغطية الصحية الشاملة لكل المواطنين، وتأمين الخدمات العامة من كهرباء وماء وتعليم رسمي نوعي وسكن، وإلغاء صناديق الهدر والفساد ومزاريب التهرب الضريبي وتحرير العمل النقابي من قبضة تحالف قوى السلطة وتفكيك الاحتكارات وحماية أموال الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (وسائر أموال الصناديق الضامنة)، وحماية البيئة، فكل هذه الحقوق لا يمكن تحقيقها إلاّ بالتغيير السياسي والانتقال من الدولة الطائفية الفاشلة إلى الدولة المدنية العلمانية الديمقراطية".
  واختتم بالقول "كبيراً كنت يا رفيق جلال ومثالاً كنت في العطاء والتضحية.  وإذ نحيي ذكراك الخالدة اليوم نرمي وشاحاً أحمر من تلك الورود والازهار التي جمعناها من حدائق شعبك وحزبك المناضل على كل الجبهات وفي كل الشوارع والساحات.
سلام لك من كل الرفاق وكل الحاضرين هذه الذكرى، يا أحب الرفاق".