الجمعة، آذار/مارس 29، 2024

المؤتمر الدولي حول "شينجيانغ" وكلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خلاله

أخبار الحزب
  نظمت دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ولجنة الحزب الشيوعي الصيني لمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم جلسة الإحاطة الخاصة بشينجيانغ تحت عنوان "قصة الحزب الشيوعي الصيني" في يوم 22 فبراير/ شباط 2021م، حيث أجرى ما يتجاوز 310 من قيادات الأحزاب والشخصيات المشهورة من ما يفوق 190 حزب أو منظمة من أكثر من 80 دولة ومن ضمنها أكثر من 100 حزب أو منظمة من الدول الإسلامية حواراً معمّقاً حول موضوع "من أجل الحياة الأفضل للشعب"، وتوصلوا إلى توافق واسع النطاق.

اتّفق الجميع على أن تحقيق الحياة الأفضل للأغلبية الساحقة من الشعب هدف مشترك ومسؤولية مشتركة للأحزاب السياسية في جميع الدول. وينبغي للأحزاب السياسية في مختلف الدول أن تتخذ تعزيز رفاهية الشعب رسالة لها، وتبذل جهوداً جادة لتعزيز شعور الشعب بالكسب والسعادة والأمان.

لاحظ الجميع أن جائحة كورونا تتفشى في أكثر من 200 دولة ومنطقة، وطالت تداعياتها أكثر من 7 مليارات نسمة في العالم، وحصدت أرواح أكثر من مليوني شخص، ويدعو جميع الدول إلى مواصلة وضع سلامة أرواح الشعب وصحته في المقام الأول، وتوزيع الطواقم الطبية والمستلزمات الحيوية بشكل علمي، وبذل كل الجهد لإنقاذ الأرواح وتعزيز التعاون الدولي للوقاية والسيطرة على الجائحة في أقرب وقت ممكن، وتبني رؤية مستقبلية لبناء مجتمع الصحة المشتركة للبشرية.

أكّد الجميع على أن جائحة كورونا أوقعت أكثر من 200 مليون نسمة في العالم في حالة الفقر المدقع، وتشكّل صدمة خطيرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأغلبية دول العالم، الأمر الذي ألقى بظلاله على أفق أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، ويدعو جميع الدول إلى مواصلة تعزيز تنسيق السياسات الاقتصادية الكلية، وحماية استقرار السوق المالي الدولي وسلاسل الصناعة والإمداد العالمية بثبات، واتخاذ إجراءات مثل تخفيف وإلغاء الديون وتسهيل التجارة، بما يدفع الانتعاش والنمو للاقتصاد العالمي ويساعد على إعادة قضية الحدّ من الفقر عالميا إلى مسارها الطبيعي في أقرب وقت ممكن.

اتّفق الجميع على ضرورة ضمان حقوق الإنسان وتنميتها، حيث يأتي حق الحياة والتنمية في المرتبة الأولى لحقوق الإنسان الأساسية، إذ أن الفقر يمثل أكبر عقبة تعرقل تحقيق حقوق الإنسان. فيجب وضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، وجعل ثمار التنمية تنفع كل المواطنين بقدر أكبر وبعدالة أكثر.

أكّد الجميع على أنه لا يوجد في العالم طريق أو أسلوب ينطبق على جميع الدول لتنمية حقوق الإنسان وضمانها، ويجب احترام تنوع طرق تنمية حقوق الإنسان، ورفض تسيّسها أو تبني "ازدواجية المعايير" بشأنها، ورفض التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت ذريعتها، ويناشد كل الأطراف لبذل جهود مشتركة من أجل دفع تحقيق إدارة حقوق الإنسان عالمياً بطريق أكثر عدالة وعقلانية وشمولاً.

أشار الجميع إلى التمكن من خلال هذه الجلسة من أخذ صورة معمقة حول نظام الحكم الذاتي لأقاليم الأقليات القومية في الصين وحالة التنمية فيها، وتشمل الاستقرار الاجتماعي والوحدة والمساواة بين المجموعات العرقية والتحسن المستمر لمعيشة الشعب والتنمية الاقتصادية المستمرة في شينجيانغ، ويقدّر جهود الحكومة الصينية لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقليات القومية والمناطق التي يقطنها أبناء الأقليات القومية، واحترام وحماية حرية الاعتناق الديني لجميع القوميات وحقها في استخدام لغاتها الخاصة، ويعارض افتعال الشائعات والأكاذيب من قبل القلة القليلة من الأشخاص على الساحة الدولية حول ممارسة الصين ما يسمي ب"الإبادة الجماعية" في شينجيانغ، ويرفض تضليل المجتمع الدولي وتشويه صورة دولة أخرى وغيرهما من التصرفات العبثية عن طريق السيطرة على الرأي العام وتقليب الحق باطلا والباطل حقا وافتعال الشائعات التي لا أساس لها من الصحة.

يعبّر الجميع عن التهاني الصادقة للحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني بمناسبة حلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، ويثمّن تمسك الحزب الشيوعي الصيني بغايته الأصلية ورسالته المتمثلة في السعي وراء سعادة الشعب ونهضة الأمة، وجهوده لقيادة الشعب الصيني لخلق معجزة التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي الطويل الأجل، والإنجازات العظيمة في التوفيق بين احتواء الجائحة والتنمية الاقتصادية، ويقدّر ما تقدمها الصين من المساعدة الهامة للعالم في المعركة ضد الجائحة، خاصة الإيفاء بوعودها لجعل اللقاح الصيني منفعة عامة للعالم، ويعرب عن الحرص على تعزيز تبادل تجربة الحكم والإدارة مع الحزب الشيوعي الصيني وتفعيل تعاون المنفعة المتبادلة بين دول العالم وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

 

كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب خلال المؤتمر:

 

الرفاق الأعزّاء في دائرة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني.

نتوجّه إليكم بالتحية الرفاقية باسم الحزب الشيوعي اللبناني، ونهنّئكم بحلول رأس السنة القمرية الصينية ونشكركم على دعوتكم الكريمة للتحدّث حول موقفنا من التدخلات الخارجية في شؤون الصين في منطقة شينجيانغ، كما عن انجازات الصين في مجال مكافحة الفقر.

لسنا بحاجة ايها الرفاق لتأكيد ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية من تدخلات في شؤون الصين الداخلية. يكفي ان نتوقف عند الافتراءات التي تضمنتها أول مكالمة هاتفية للرئيس الأمريكي جو بايدن مع الرئيس شي جي بينغ، كاستخدامه معزوفة الدفاع عن حقوق الانسان كذريعة للتدخل في شينجيانغ وهونغ كونغ، وهو ما يؤكد أولاً، إن سياسة واشنطن القائمة على التدخلات والعقوبات لفرض سياساتها على الدول وإخضاع شعوبها وافقارها عبر الحروب، لا تتغيّر مع تغيّر الرؤساء.

 كما يشير ثانياً، إلى ان استراتيجية الرئيس الجديد تتركز على التصعيد بمواجهة الصين وحلفائها كأولوية، في ما يشبه العودة الى الحرب الباردة عبر استخدام العقوبات الاقتصادية والتجارية وعسكرة بحر الصين الجنوبي، وخلق التوترات مع الصين تحت عناوين شتى في تايوان وهونغ كونغ وشينجيانغ ...إلخ، باعتبار صعود الصين يشكل تهديداً مباشراً لزعامة الولايات المتحدة الأميركية.

إنه يستهدف الصين التي تشكل سياستها النقيض لما تنتهجه الولايات المتحدة لجهة بناء علاقات دولية قائمة على حسن الجوار والمنفعة المتبادلة وفق مبادرة الحزام والطريق.

إنه يستهدف سياسات الحزب الشيوعي الصيني التي تحقق النجاحات في الانتقال بالصين من دولة يعاني شعبها الفقر والجوع إلى دولة انتشلت مئات الملايين من البطالة والفقر الذي انخفض نسبته إلى 3% من مجمل السكان، فيما تعاني الدول الرأسمالية وعلى رأسها الولايات المتحدة من تعاظم مستويات الدين والعجز التجاري والفقر والعنصريّة وازدياد قياسي في الفروقات الطبقية بين المواطنين.

إنه يستهدف نجاح الصين في محاصرة انتشار وباء الكورونا، بينما الشعب الأميركي للأسف الشديد يقع ضحية لمناعة القطيع.

إنه يستهدف نجاحات الصين في مجال الإنتاج التكنولوجي والعلمي لثاني أقوى اقتصاد في العالم، الذي حقق أعلى نسباً من النمو. إنه باختصار يستهدف منع الصين من استكمال طريق التطور والتنمية المستدامة لتحقيق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

لذلك تستخدم الولايات المتحدة الأميركية في سبيل تحقيق مآربها الحرب التجارية والتدخلات المستنكرة في شؤون الصين الداخلية عبر نشر الافتراءات والأكاذيب والشائعات كتعرّض أقلية الأويغور المسلمة إلى سوء المعاملة لتبرير قرار الحظر الأميركي بمنع دخول منتجات شينجيانغ إلى الولايات المتحدة. يصنعون الكذبة ليبرروا تدخلاتهم وصرف الأنظار عما يفعلون من تنفيذ لاستراتيجية الهيمنة العسكرية الأميركية في المحيطين الهندي والهادي للعودة إلى الحرب الباردة.

هؤلاء لا يهتمون بحياة سكان شينجيانغ، فبحسب الإحصائيات المتوفرة، تستقر في شينجيانغ 13 قومية رئيسية ومنهم الأويغور. الصين تحترم الحرية الدينية وحقوق مختلف القوميات في استخدام لغاتهم في الدوائر الحكومية ووسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية. لقد اتخذت الحكومة الصينية سلسلة من الإجراءات الفعالة في شينجيانغ، بما فيها إنشاء مراكز التعليم والتدريب المهني. وعام 2020، حقق الناتج الإجمالي المحلي لشينجيانغ نمواً بمقدار 3.4% في ظل السيطرة الفعالة على وباء الكورونا. وتم تخليص 3 مليون فقير في شينجيانغ من الفقر، وتم حل مشكلة الفقر المدقع في المنطقة. أمام هذه الوقائع والأرقام الموثّقة، تسقط الشائعات التي تبثّها الولايات المتحدة والشبكات المموّلة منها، ولا بد لنا من تحمل مسؤولياتنا في دحض هذه الاكاذيب وعلى وسائل إعلامنا أن تلعب دورها في هذه المواجهة، وهو ما علينا دعمه وتجهيزه وتدريبه لتمكينه من أداء دوره.

أما في بلدنا لبنان فنحن نعيش حرباً مستمرة من اجل البقاء على قيد الحياة بعد أن باتت الخيارات تضيق أمام شعبنا الذي يعيش كارثة اجتماعية كبرى بعدما لامست أكثريته حافة الفقر والعوز. ومع انهيار شبكات الأمان الاجتماعي فالوضع خطير وينذر بانفجار اجتماعي وشعبي وشيك. فالمستشفيات لم تعد تستوعب مصابي الكورونا وتحتاج لمساعدات طارئة بعد أن تجمعّت كل المشاكل دفعة واحدة (الكورونا، الإقفال العام، الانهيار الشامل، التدخلات الأميركية والتهديدات الإسرائيلية) فازداد الفقر والبطالة والهجرة من دون أن تتولى السلطة توفير أيّ بدائل للفئات الفقيرة.

 إنّ الحاجة إلى التغيير الجذري هي حاجة ماسّة في العلاقات الدولية. ولا شكّ أن خطة الحزب الشيوعي الصيني للنهوض على المستوى الدولي وتحقيق منظومة جديدة من العلاقات الدولية هي إحدى الأدوات التي يراهن عليها العالم بأسره من أجل التخلص من سياسات الهيمنة الأميركية.