الجمعة، آذار/مارس 29، 2024

كلمة الحزب الشيوعي اللبناني في مؤتمر حزب اليسار الاوروبي

أخبار الحزب
  انعقد في مدينة فيينا في النمسا، المؤتمر السابع لحزب اليسار الاوروبي، ما بين 9 و 11 كانون الاول، تحت شعار " السلام، الخبز، الورود". خلال 3 ايام ناقش المؤتمر حول الوضع في اوروبا والعالم، والتهديدات المحدقة بموضوع السلام والازمة الاجتماعية والبئية. وانتخب قيادة جديدة بقيادة فالتير باير، الأمين العام للحزب الشيوعي النمساوي.

شارك عن الحزب الشيوعي اللبناني الرفيق غسان صليبا ممثلا للجنة المركزية للحزب، واعطيت له كلمة وهذا نصها:

 

بإسم الحزب الشيوعي اللبناني نوجه تحية رفاقية إلى المؤتمر السابع لحزب اليسار الاوروبي،

 انقل اليكم قرار الشيوعيين اللبنانيين والقوى التقدمية والديمقراطية من اجل تمتين وتقوية العلاقات التضامنية والاممية مع قوى اليسار الاوروبي في نضالها من اجل السلام، التقدم والعدالة الاجتماعية، وضد الفاشية والنازية الجديدة التي تهدد ليس فقط اوروبا وانما لها امتداداتها على الصعيد العالمي.

ان مؤتمركم ينعقد في وقع ترتفع فيه اجواء التوتر التي تهدد السلم العالمي. ان القوى الامبريالية والنيوكولونيالية يدفعون بالانسانية الى الصراعات والحروب، الصراعات الاقتصادية والمصالح، الى الصراعات العسكرية والعودة إلى سياسة سباق التسلح ومن ضمنها الاسلحة غير تقليدية، السلاح النووي الذي يهدد بقاء الانسانية ومن خلال توسيع الاحلاف العسكرية، كحلف الأطلسي، ذراع الحروب الامبريالية، بهدف الحفاظ على نظام عالمي وحيد القطب والسيطرة من جانب واحد للامبريالية الاميركية على مصير الانسانية.

ان الوضع يتطلب من اليسار على الصعيد العالمي وخاصةً اليسار الاوروبي (مستقبل اوروبا على المحك)، الوضوح ومسؤولية تاريخية من اجل بناء واعادة الزخم لأوسع حركة من اجل السلام، نزع السلاح وحل الاحلاف العسكرية (الحلف الاطلسي)، وفي الدفاع عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وعن الرفاهية للفئات الشعبية والطبقات العاملة والتقدم نحو نظام متعدد الاقطاب قادر على حل المشاكل بالطرق السلمية وتأمين تطور مستدام وحماية النظام البيئي.

ان منطقة الشرق الاوسط، ليست بعيدة عن اوروبا، وهي تعيش الصراعات العسكرية الاقدم في العالم، كما تتعرض لمحاولات القوى الكبرى بقيادة الولايات المتحدة للسيطرة عليها لأهميتها الجيو-استراتيجية والاقتصادية، وامتلاكها لموارد الطاقة ووجود الممرات البحرية الاكثر اهمية في العالم، لذلك تحاول السيطرة عبر الوجود العسكري المباشر او عبر خلق الحروب الاهلية وتفتيت وتدمير الدول (سوريا، العراق، ليبيا، الصومال، اليمن، لبنان ...).

لكن الوضع الاكثر ظلماً، يبقى وضع فلسطين، الشعب الفلسطيني الذي يتعرض يوميا للتصفية، كشعب وكهوية وطنية من قبل الكيان الصهيوني. حان الوقت، ان يتوقف الاتحاد الاوروبي عن النظر في الاتجاه الاخر، يجب إجبار الكيان المحتل على وقف جرائمه ضد الانسانية، ووقف سياسة الفصل العنصري والابرتهايد وضمان حق العودة للشعب الفلسطيني الى ارضه. ان هذا المؤتمر يجب ان يكون فرصة من اجل رفع الصوت في دعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني من اجل بناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.

ان الشعب اللبناني يعاني ازمة اقتصادية، اجتماعية ومالية لا مثيل لها في التاريخ. ازمة لها اسبابها ومسؤولين عنها، النمط الاقتصادي والمالي لرأسمالية متوحشة سيطرت على البلد منذ اكثر من 30 عام، من خلال الاحزاب الطائفية والفاسدة، التي منعت تطور اقتصاد منتج، لصالح السلطة المالية للمصارف والمضاربة، لصالح سيطرة التحالف المقدس بين الطائفية+السلطة السياسية+ السلطة المالية للبنوك، حيث سرقوا ونهبوا معاً الموارد وممتلكات الدولة والشعب، والذين اثبتوا من خلال الاتفاق الاخير مع العدو لتحديد الحدود الاقتصادية البحرية بأنها من اجل الحفاظ على سيطرتها فهي مستعدة للتخلي عن السيادة الوطنية على قسم من حدودنا البحرية.

ان الازمة التي يعاني منها الشعب اللبناني سبب بإرتفاع نسبة الفقر، 80 % من الشعب اللبناني تحت خط الفقر، المعاشات لا تتعدى يورو في اليوم، وان معظم الشعب اللبناني لا يستطيع تأمين حاجاته الاساسية من غذاء، تعليم، صحة ونقل.

اننا كشيوعيون، كيسار لبناني، كقوى تقدمية وديمقراطية نعمل من اجل بناء اوسع حركة شعبية، حركة انقاذ وطني من خلال التحركات الشعبية من اجل بناء ميزان قوى يستطيع فرض التغير على قاعدة:

+ دولة علمانية ديمقراطية.

+ قانون انتخابي عصري، خارج القيد الطائفي، لبنان دائرة واحدة، الحق للتصويت والترشح للشباب من سن 18، والكوتا النسائية.

+ سلطة قضائية مستقلة، تستطيع ان تستعيد الممتلكات العامة والمسروقة وتستطيع محاكمة المسؤولين الذين هربوا اموالهم بطرق غير شرعية الى البنوك الاوروبية وتبيض الاموال،

+ نظام اقتصادي جديد، الذي يعتمد بشكل اساسي على القطاعات المنتجة والمتجددة وذات القيمة الزائدة والتي تسمح بعودة مئات الالوف من الكوادر المؤهلة والتي تركت الوطن في السنوات الاخيرة للتفتيش عن حياة أفضل في الهجرة. عقد اجتماعي جديد يعيد القدرة الشرائية للشعب بشكل عام والى الطبقة العاملة بشكل خاص.

+ نظام ضرائبي تصاعدي.

+ تأمين عودة آمنة وطوعية للاجئين السوريين الى وطنهم إذ هناك تقريباً 2000000 انسان لاجئ سوري في لبنان على 4000000 عدد سكان لبنان، في 10425 كلم2، يفوق القدرة الاقتصادية والديموغرافية للوطن. ان المنظمات الدولية عليها مسؤوليات ولكن ايضا الحكومات الاوروبية، إذ عليهم التوقف عن تسييس مأساة انسانية، واستعمال اللاجئين كسلاح للضغط على الوضع في لبنان وفي سوريا.

ايتها الرفيقات وايها الرفاق،

انها اليوم مناسبة لتعبر عن ارادتنا في تعميق وتطوير اللقاءات ومؤتمرات الاحزاب اليسارية الاوروبية والمتوسطية.

مرة اخرى نوجه تحياتنا ونتمنى لمؤتمركم النجاح.

عاش التضامن الاممي.

 

غسان صليبا، فيينا 10 /12/2022