الخميس، نيسان/أبريل 18، 2024

كلمة الأمين العام للحزب حنا غريب في ذكرى أسبوع الرفيق بشير تمام مصطفى

  إدارة الموقع
أخبار الحزب
  نستذكر اليوم فقيدنا الغالي الرفيق بشير تمام مصطفى بمناسبة مرور أسبوع على رحيله . رحل بشير عن هذه الدنيا وهو شاب مليء؛ بحيوية الشباب وشجاعتهم . الحياة بالنسبة له لم تكن الا حلما قصيرا عاشه في كنف عائلة شيوعية أعطته الحب والحنان، وفي أحضان بلدته حولا وبين أهلها نشأ وناضل باكرا، ومع رفاقه في منظمة الحزب وقطاع الشباب والطلاب وكشاف التربية وجد نفسه قائدا مندفعا ومقداما من اجل وطن حر وشعب سعيد ،

باكرا رحل بشير خلافا لأرادته، غدرت به الحياة وحكمت عليه بالموت ظلما وعدوانا.  لم يرتكب جريمة ولا فسادا،  لم يسرق مالا ولا ماء ولا دواء.

 لم يسطو على ملك عام ولا خاص، ولم يعتد على البلاد والعباد

 على العكس من كل هذه الموبقات، حمل بشير حنجرته ومشى يصرخ في الساحات بوجه الظلم والطغيان ، بوجه الطائفيين  والمتصهينين الذين أرادوا ان يحجبوا نور الشمس عن بني البشر

كان بشير من هواة اصطياد حيتان المال وأسماك القرش ليطعم لحمها للفقراء والمعذبين من أطفال لبنان وفلسطين وسوريا والسودان

صغيرا حمل حلمه الكبيرعلى وجهه الجميل ومضى يبشّر بجنّة على الأرض كي يستفيق الفقير على صباح جميل ،

 هو صباح التحرير والتغيير لخلاص شعبه ووطنه الذي لطالما دفعت حولا لأجله شهداء على مر السنين   

من طينة هؤلاء المناضلين الطيبين، من لحمهم ودمهم كان بشير وكان حبر التاريخ مكتوبا بأحرف من نار ونور صفحات مشرقة عصية على الإلغاء من كل المعتدين

بالأمس كان بشير معنا في تظاهرة الأول من أيار رافعا صوت العمال والكادحين  ضد هيمنة قوى الراسمال الامبريالي وأدواتها المحلية اطراف التحالف السلطوي – المالي بكبيرهم وصغيرهم  المتمسكين بنظامهم الطائفي البغيض

لسنوات وسنوات ،  ونحن ننبّه ونحذّر من المصير الذي نحن فيه ، دفعنا ما دفعناه من اثمان مع امثالنا من المناضلين المخلصين،

كذبوا على اللبنانيين ما كذبوه فضللوهم، حتى جاء الانهيار وفضحهم في نهبهم للمال العام وكل ما ارتكبوه من موبقات في جريمة انفجار المرفأ  والمال العام المنهوب وفي الأعتراف بالكيان الصهيوني في اتفاق الاطار في معاهدة دولية مع حكومة العدو حول النفط والغاز بعد ان فرطوا بالحقوق بيعا وشراء .

يمعنون في الانكار للتفلت من العقاب . يمارسون قمع حرية التعبير والرأي وتهديد المنتفضين في القطاع العام . يعطلون التحقيق القضائي ، هكذا بكل وقاحة ، طردوا القاضية غادة عون بسبب  من مخالفات قانونية كما يقولون ،  ترى أي حكم يجب ان ينزل على رقابهم بفعل جرائمهم  المرتكبة التي لم يشهد العالم مثيلا لها. مارسوا حرب الإبادة بحق اللبنانيين ، ما من شعب تعرّض لانهيار وخسر دفعة واحدة متطلبات ثلاث لبقائه على قيد الحياة : أجره النقدي  (  راتب أومعاش تقاعدي ) ، وضمانه الصحي ، وودائعه ؟  

حرموا شعبنا لقمة العيش والكهرباء والمياه ، منعوا الموظفين والمعلمين من الذهاب الى المدرسة والوظيفة وهم مستمرون في خصخصة ما تبقى من مؤسسات الدولة وبيع الذهب.

لا يخجلون من تكرار ما فعلوه  بسياساتهم المدمّرة، بتصوير الازمة، ازمة انتخاب رئيس وتشكيل حكومة في حين انها ازمة نظامهم السياسي الطائفي ونمط اقتصاده الريعي التابع .

الأنهيار الشامل دليل فشلهم وفشل نظامهم ودولته. كفى ادعاء بمحاربة الامبريالية  برأسمالية محلية تابعة لها، قابعة في أحضانها ومنفذة لتعليمات أذرعها المالية في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي  .

 كل الأسباب التي ولدت انتفاضة 17 تشرين الوطنية والشعبية لا تزال تتفاعل والخسائر تزداد طالما هذه المنظومة باقية في الحكم .

القطاعات تتحرك في الشارع ولا خيار امامها الا المواجهة . كنا معها ونبقى جزء منها منظمون مشاركون ، عمالا ، متعاقدون ، متقاعدون مدنيون وعسكريون ومودعون . الموظفون الاداريون الأساتذة والمعلمون في انتفاضة استمرت لاربعة اشهر متتالية ضد السلطة وروابطها السلطوية التي تعرض القطاع العام للبيع بأرخص الأثمان تخت مسمى الأصلاحات .

بموازاة  هذه المواجهات، قطعنا شوطا في العمل لتنظيم الصفوف والتحضير لاطلاق جبهة سياسية وطنية وديمقراطية قادرة على خوض الصراع المفتوح ضد هذه السلطة ونظامها، ولمنعها من اجراء أي تسوية طائفية جديدة بين اطرافها، جبهة تفرض نفسها طرفا أساسيا في تصويب بوصلة الصراع باتجاه  مشروع الإنقاذ والتغيير الحقيقي، مشروع الدولة العلمانية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية انتصارا لروح انتفاضة 17 تشرين الوطنية والشعبية وتحقيقا لأهدافها في التغيير وتوفير الحياة الحرة الكريمة.

 عهدا لك أيها الرفيق الراحل ان نبقى نحمل أحلام الشباب من حزب الشباب الذي لم يستمر  لما يقارب المئة عام  مضت على تأسيسه ، لولا الآلاف المؤلفة من الشباب الذين انتسبوا اليه، لولا شهدائه المقاومين الشباب لولا فكره وخطه السياسي . ارقد بسلام يا رفيقي . الف وردة حمراء في ذكراك العطرة، والعزاء مشترك لعائلتك الصغيرة والكبيرة ولابناء حولا الطيبين وجوارها.

.