الأربعاء، نيسان/أبريل 24، 2024

الإمبريالية متوحشة.. حتى لو حكم أوباماّ

  طلال سلمان - "على الطريق"
رأي
يتسمر الفضوليون في مختلف أنحاء العالم أمام شاشات التلفزيون ليستمتعوا بالمبارزة الكلامية التي ترافق الأيام الأخيرة في معركة التنافس بين المرشحين: الديمقراطي والجمهوري.

ومفهوم أن لا الديمقراطي “ديمقراطي” ولا الجمهوري “جمهوري”، فكلاهما من أبناء النظام صاحب الممارسات الإمبريالية وسياسة الهيمنة على البلاد الأخرى.

ومع أن الرئيس السابق باراك أوباما شكل “اختراقاً” في النظام الحاكم ليس فقط بسبب من”لونه”، وإنما أساساً بسبب من نهجه المختلف، وتقديمه نموذجاً مختلفاً بسلوكه كما باحترامه المبدئي لمرتكزات التقدم الإنساني وعنوانها احترام إرادة الشعوب واحترام كرامة الإنسان بغض النظر عن الجنس أو العرق أو اللون.

ولعل أوباما كان أكثر الرؤساء الأميركيين ثقافة، وبدلاً من أن يصرف الوقت في محاولة تبرير سمرة بشرته فإنه اندفع يدافع عن كرامة الإنسان في أربع رياح الأرض، كائناً ما كان لونه..

ولعل أوباما هو واحد من أبرز الرؤساء الأميركيين في ثقافته وتواضعه، وإنه- برغم مؤهلاته العالية- ظل أعجز من أن يغير حرفاً في النظام الراسمالي الحاكم، واضعف من أن يتصدى للنزعة الإمبريالية التي تستهدف الهيمنة على العالم أجمع، انطلاقاً من أن الولايات المتحدة الأميركية أقوى قوة على وجه الأرض، ليس بالعسكر والقنابل الذرية، والأساطيل البحرية والجوية والقوات البرية مدرعة ومزودة بالصواريخ الأسرع من الصوت، بل بالطيران عابر القارات والقنابل المدمرة التي تكاد توازي في قوتها القنبلة الذرية.

على أن السياسة المعتمدة في الولايات المتحدة والقائمة على الهيمنة والتحكم والسيطرة على العالم لا يمكن أن يغير فيها رئيس مهما كانت ثقافته وتميزه.. فالقوة هي المرتكز والمنطلق وماتبقى من التفاصيل.. لكن اللباقة والتهذيب تبقى شخصية ولا تعبر عن سياسة الدولة.. الإمبريالية.