الخميس، نيسان/أبريل 18، 2024

الشعبية تشارك في مهرجان "آفنتي" السنوي الذي ينظمه الحزب الشيوعي البرتغالي

  بوابة الهدف
عربي دولي
بدعوة من الحزب الشيوعي البرتغالي، شاركت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من خلال القيادي التاريخي في الجبهة فايز البدوي في مهرجان "آفنتي" السنوي، علماً أن مئات الأحزاب اليسارية من مختلف أنحاء العالم يواظبون على المشاركة السنوية في هذا المهرجان، ولكن شارك هذا العام 24 حزباً فقط ارتباطاً بوباء كورونا وتداعياته على الأوضاع العالمية وحركة الطيران.

وقد تعرّض الحزب الشيوعي البرتغالي لهجوم كبير من قبل اليمين الصهيوني الفاشي البرتغالي لإصراره على تنظيم هذه التظاهرة الدولية التي تحمل رسائل تضامن ودعم مع الشعوب في وجه الظلم في العالم، وخاصة مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني العنصري، ورفضاً للإمبريالية العالمية المجرمة.

وقد أثبت الحزب الشيوعي البرتغالي في إصراره على تنظيم هذا الحدث الدولي السنوي مع الأخذ بعين الاعتبار كل إجراءات الوقاية والسلامة من جائحة كورونا، أنه حزب مبدئي ومنظم واستطاع تنظيم حدث ناجح وكبير مناهض للإمبريالية.

وشارك القيادي في الشعبية فايز البدوي في بعض الندوات خلال هذه التظاهرة الدولية، أكد فيها على مجموعة من الثوابت أهمها أن "قضية فلسطين هي قضية تحرر وطني، وأن الحل الوحيد للصراع العربي الصهيوني هو إقامة الدولة الفلسطينية العلمانية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس ".

وشدد البدوي في مداخلاته في هذه الندوات "بأننا لن نعترف بالكيان الصهيوني الذي سيظل كياناً إجراماً استئصالياً عنصرياً يحتل أراضي عربية وقائم على الإبادة والمجازر والعدوان، وأن فلسطين ستبقى أرضنا من المية للمية ولن نتنازل عن أي شبر فيها".

وحيا البدوي "الرفاق في الحزب الشيوعي البرتغالي على تنظيمهم واستضافتهم هذه التظاهرة الدولية"، مثمناً "موقفهم المبدئي من القضية الفلسطينية"، واعتبره "موقفاً متقدماً على عشرات الأحزاب اليسارية في مختلف أنحاء العالم، وحتى متقدم عن بعض الأحزاب الفلسطينية اليمينية داخل فلسطين".

وأكد البدوي على "ثابت أساسي هو أننا ما زلنا في مرحلة تحرر وطني وديمقراطي ضد استعمار إجلائي استيطاني صهيوني تم دعمه من أطراف امبريالية غربية والتي ساعدتها في احتلال الأرض الفلسطينية، وتشريد الشعب العربي الفلسطيني"، لافتاً أن "المشروع الصهيوني العنصري لم يكن ليتحقق لولا تواطؤ العديد من الأطراف الدولية التي مهدت الظروف لهذا المشروع الصهيوني لاحتلال فلسطين، وفي المقدمة منها للأسف دول أوروبية ما زالت ترعى هذا الكيان الصهيوني".

وحَملّ البدوي "الأحزاب الأوروبية والأحرار في أوروبا مسئولية أكبر في ضرورة إزالة الظلم التاريخي عن شعبنا، وإنهاء الاحتلال ووقف كل جرائمه بحقنا وفي المقدمة منها الأحزاب اليسارية التقدمية"، مشدداً أن "لا استقرار ولا أمان في الشرق الأوسط إلا برحيل الاحتلال الصهيوني عن فلسطين، واستعادة شعبنا حقوقه المسلوبة كاملة".

كما استعرض البدوي "الأوضاع في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 14 عاماً، حيث يعيش حوالي 2 مليون إنسان في مساحة جغرافية لا تتعدى 4 كيلو متر مربع، والذي يعاني من حصار خانق وعدوان صهيوني مستمر، أدى لتفاقم أزمات الكهرباء والمياه والفقر والبطالة، وهدد حياة المرضى بالمستشفيات"، مشيراً أن "السلطة الفلسطينية للأسف تتحمل جزءاً من استمرار معاناة القطاع، حيث تفرض سلسلة من العقوبات من بينها قطع أو خصم لرواتب الموظفين، وحرمان الخريجين من الوظيفة، فضلاً عن اتباع سياسة تمييز واضحة".

وحَملّ البدوي "المجتمع الدولي مسئولية كبرى في هذه المعاناة"، داعياً إياه "للضغط من أجل كسر الحصار وتوفير مقومات الحياة الكريمة للقطاع والحق في التنقل ومستلزمات وأدوات والمعدات الطبية والكهرباء خصوصاً في ظل جائحة كورونا".

كما استعرض البدوي "واقع الأسرى داخل المعتقلات الصهيوني والذين يعانون من هجمة مستمرة"، موجهاً التحية "للقائد أحمد سعدات وجميع الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال".

وطالب البدوي وخاصة القوى التقدمية اليسارية، "بمغادرة مربعات الانتظار، والانطلاق لدعم وإسناد الأسرى الفلسطينيين والنضال من أجل اعتبارهم مناضلي من أجل الحرية، وضرورة توسيع حركة التضامن معهم، وفي المقدمة منها الحملة الدولية لإطلاق سراح القائد أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وملاحقة العدو قانونياً في المحكمة الجنائية ومقاضاته على الجرائم التي يرتكبها بحق أبناء شعبنا، وفي إطارهم أسرى شعبنا".

كما استعرض الأوضاع في الضفة التي "تحولت بفعل سياسات وممارسات الاحتلال إلى كانتونات وتجمعات معزولة عن بعضها البعض دون أي تواصل جغرافي بينهم، وإجراءات حصار غير مسبوقة وخصوصاً حصارها بسرطان الاستيطان، وجدار فصل عنصري، واعتداءات مستمرة على المقدسات في القدس والخليل، وفي ظل تهديد بضم المزيد من الأراضي في الأغوار وشمال البحر الميت".

وحول الوضع الفلسطيني الداخلي، أكد البدوي أن "الحركة الوطنية الفلسطينية تعيش الآن أشد المراحل قتامة، وقد انحرفت بوصلة البعض كجزء من حركة تحرر وطني على ضوء التطورات الدراماتيكية التي شهدتها القضية الفلسطينية بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو وهذه القوى ممثلة بحركة فتح وبعض الأحزاب الصغيرة".

وأضاف البدوي أن "اتفاقية أوسلو التي وقعتها قيادة منظمة التحرير اليمينية شَكلت تنازلاً خطيراً عن القضية الوطنية والوجود الفلسطيني، حيث قبلت فيها القيادة الفلسطينية بتنازل عن غالبية مساحة فلسطين وتقوقعها في مساحة جغرافية ضيقة تحت حكم ذاتي وبدون أي سيادة وبسيطرة صهيونية على المواقع الاستراتيجية والموارد الطبيعية".

وأشار البدوي أن "إلغاء الميثاق الوطني لمنظمة التحرير واعترافها بحق "إسرائيل" في الوجود وإعادة تعريف المقاومة بالإرهاب على ضوء هذه المبادئ شَكلّ مفصلاً هاماً وخطيراً في التاريخ الوطني الفلسطيني أدى إلى زيادة الشرخ في الساحة الفلسطينية، ووقوع السلطة تحت رحمة التزامات أمنية واقتصادية أخطرها العقيدة الأمنية التي عملت من خلالها وفقاً للاتفاق والتي أدت إلى وقوع الأجهزة الأمنية في براثن التنسيق الأمني الكامل مع الاحتلال، بالإضافة إلى تحويل الاتفاقية للاقتصاد الفلسطيني إلى اقتصاد تابع من خلال البروتوكولات الاقتصادية التي وقعتها القيادة المتنفذة في أوسلو، وهذا لاحقاً أدى إلى ظهور طبقة نخبوية مكونة من رجال الأعمال وقيادات السلطة السياسية والأمنية كواجهة لمشروع أوسلو، وأصبحت مساهمة في عملية تدجين الشعب الفلسطيني وكي الوعي الفلسطيني وصنع الفلسطيني الجديد، وأصبحت تنظر إلى المشروع الوطني الفلسطيني كأنه امتيازات ومصالح".

وشدد البدوي على أنّ "اتفاقيات أوسلو فتحت الباب واسعاً لتسارع وتيرة التطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض الأنظمة الرجعية العربية الرسمية"، لافتاً أن "تهاتف بعض الأنظمة الرجعية العربية الرسمية في التوقيع على معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني هو خيانة صريحة لأبناء شعبنا، إلا أن من مهد له هو اتفاق أوسلو، ولذلك من وجهة نظره أن موقف السلطة المعارض لهذا الاتفاق غير مفهوم في ظل أنها وقعت اتفاقاً مماثلاً وما زالت تواصل التنسيق الأمني، وهناك لجنة اسمها لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي مستمرة في عملها".

ولفت البدوي إلى أن "موقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من القضية الفلسطينية واضح وثابت، وهو الذي يجب أن يكون الصلة أو الثابت الذي يربط نضال شعبنا ومقاومته مع النضال الأممي، حيث ترى الجبهة أن الحل التاريخي للصراع الفلسطيني العربي الإسرائيلي الصهيوني لن يكون إلا بزوال الاحتلال، وتحقيق حلم شعبنا بالعودة وتقرير المصير، واقامة الدولة الفلسطينية العلمانية الديموقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، وأن المقاومة بكل أشكالها شكل هام من أشكال الصراع مع عدونا".