الثلاثاء، نيسان/أبريل 23، 2024

جورج عبدالله: فلسطين تقدم دروسًا في نكران الذات والشجاعة الاستثنائية... والتضامن الأممي يثبت أنه سلاح لا غنى عنه

عربي دولي
  قال المناضل جورج عبدالله المعتقل في السجون الفرنسية إن ظروف الاعتقال في السجون الصهيونية تزداد سوءًا كل يوم، مؤكداً على أنه "من أجل مواجهتها، فإن التضامن الأممي يثبت أنه سلاح لا غنى عنه". حديث عبدالله جاء عبر رسالة له ألقيت خلال الاعتصام الذي نفّذ أمام مُعتقل عبد الله في فرنسا، سجن "لانميزان"، في ذكرى اعتقاله الـ36. وأيضاً في سياق متصل نفّذت "الحملة الوطنية لتحرير الأسير والمناضل جورج عبد اللّه" اعتصاماً أمام السفارة الفرنسية في بيروت السبت الماضي 24 تشرين الأول الجاري، تزامناً مع الاعتصام في فرنسا.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة جورج عبدالله:

"الرفيقات والرفاق الأعزاء، الصديقات والأصدقاء الأعزاء. في فجر هذا العام السابع والثلاثين من الأسر، ها قد اجتمعتم مرةً أخرى على بعد أمتارٍ قليلة من هذه الجدران البغيضة! يا له من إحساسٍ ويا لها من حماسة لمعرفتي أنكم قريبين إلى هذا الحد، في زمن الجائحة والحجر وحظر التجول! هذه التعبئة الموحّدة في تنوع التزامكم تجلب لي الكثير من القوة اليوم وتدفئ قلبي. في الواقع، بعيدًا عن أن يمر هذا الحضور الموحّد دون أن يلاحظه أحد، فإنه لا يترك أحداً هنا غير مبال؛ فهو يخلق، خلف هذه الجدران، جوًا خاصًا جدًا من الصحوة والحماسة والإنسانية. صدى شعاراتكم يتجاوز هذه الأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة الأخرى، فيتردد صداه في رؤوسنا وينقلنا بعيدًا عن هذه الأماكن المظلمة".

وأشار "بعد سنواتٍ عديدة من الأسر، وسنواتٍ عديدة من الحشد التضامني، ما زلنا معًا واقفين بحزم، وبتصميمٍ لا ينضب، نواجه هذا العام السابع والثلاثين الذي يعد بأن يكون مليئًا بالنضالات وبالأمل".

وأضاف "بالتأكيد لا يخفى عليكم أنه بفضل مبادرات التضامن المختلفة هذه، يمكننا الصمود في هذه الأماكن المظلمة. إنها سنوات، سنوات طويلة من الأسر تؤكد لي قناعتي أنه بمواجهة سياسة الإفناء التي يتعرض لها أبطال الثورة المعتقلون، التعبئة التضامنية الجدية على أرض النضال ضد الرأسمالية / وضد الإمبريالية يمكنها دائماً أن تقدم دعماً هاماً لرفاقنا في السجون، وبالتالي تعزيز مقاومتهم".

وأضاف "في أوقات الأزمات هذه، من الواضح أن الممسكين بسلطة رأس المال يسعون بكل الوسائل إلى حرف انتباه الجماهير الشعبية عن الأسئلة الحقيقية التي تطرحها الأزمة العامة التي تهز أركان النظام. في فترة الوباء هذه، لا شيء ينبغي أن ينسينا أننا نقود المعركة ضد كوفيد 19 في إطار الرأسمالية، في ظل الهيمنة البرجوازية، من حيث القيمة والربح. نعلم جميعًا أيها الرفاق أن هذه المعركة لا توقف الصراع الطبقي، بل تحاول التستر عليه بكلمات من وحي المناسبة ..."، مشدداً على أنه "يجب أن نفهم أن أولئك الذين ينتقدون إدارة هذه "الأزمة الصحية"، دون محاربة الهيمنة الطبقية التي تلهمها، يحجبون فهمها. يجب أن يقال إن دعاة النظام يفعلون دائمًا ما هو ضروري لصرف غضب الجماهير الشعبية، خاصة في أوقات الأزمات. يعرف العمال، حتى الأقل تسييسًا، مقدار ما يتكبده النظام الاستشفائي اليوم، هنا في فرنسا وربما أكثر من ذلك بكثير في أماكن أخرى، من تقييد مالي خانق على المستشفيات".

وتابع "أيها الرفاق، كما ترون، انتشرت أزمة النظام في كل مكان قبل مدة طويلة من انتشار الوباء وستتفاقم أكثر أثناءها وبعدها. ليس عليكم أن تكونوا خبراء لتلاحظوا أنهم يبذلون كل ما في وسعهم لتحميل الجماهير الشعبية وطأة هذه الأزمة، مما يلقي بملايين الرجال والنساء في البؤس.

من بلد إلى آخر، غالباً ما تكون الإجراءات التي يتم الدفاع عنها خدمة لرأس المال متطابقة تقريبًا: جعل العمال يتحملون تكاليف الحفاظ على نظام الاستغلال المحتضر. من الواضح، أيها الرفاق، أن هذه الإجراءات لا تؤدي إلا إلى تضخيم حجم المزاعم وتزيد من حدة ديناميات الأزمة".

وأكّد عبدالله على أنه "من أجل المضي قدماً في بناء البديل الثوري المناسب، فإن تلاقي النضالات هو أكثر من ضروري. إن الكتلة التاريخية للعمال مبنية ومهيكلة في الديناميات العالمية للنضال بكل مكوناته. وليس إلا سوياً، وفقط سوياً، يمكن للبروليتاريين ومختلف مكونات الجماهير الشعبية في هذا البلد أن يوقفوا تنامي قوة كل عمليات الانبهار الجارية ويخضعوها. فلنشجع، أيها الرفاق أكثر من أي وقت مضى، مختلف عمليات تلاقي النضالات على المستوى المحلي وكذلك على المستوى الإقليمي وحتى على المستوى الأممي"..

وأشار إلى "أن البورجوازية العربية، بأغلبيتها الساحقة، تظهر الآن بشكل لا لبس فيه اصطفافها مع معسكر العدو. وهذا من ناحية يؤثر على نضال الجماهير الشعبية الفلسطينية ومن ناحية أخرى يؤكد على المكانة الخاصة للقضية الفلسطينية كإحدى الروافع الرئيسية للثورة العربية. إن المقاومة الفلسطينية عليها أن تواجه الكتلة الرجعية الصهيونية العربية بقيادة القوى الإمبريالية".

وأردف "تقدم فلسطين إلينا جميعاً كل يوم دروس نكران الذات والشجاعة ذات الأهمية الاستثنائية. إن الجماهير الشعبية الفلسطينية، بالرغم من كل الخيانات البرجوازية، تتولى أكثر من أي وقت مضى دور الضامن الحقيقي للدفاع عن مصالح الشعب. في مواجهة الاحتلال وبربرية المحتل، فإن الرد الشرعي الأول الذي يجب إظهاره فوق كل شيء هو التضامن، كل التضامن مع الذين يواجهون بدمائهم جنود جيش الاحتلال".

وفي الختام قال "إن ظروف الاعتقال في السجون الصهيونية تزداد سوءًا كل يوم، وكما تعلمون أيها الرفاق، من أجل مواجهتها، فإن التضامن الأممي يثبت أنه سلاح لا غنى عنه. بطبيعة الحال يمكن للجماهير الشعبية الفلسطينية وطليعتها الثورية أن تعتمد دائمًا على تحرككم وعلى تضامنكم الفاعل.

لتزدهر ألف مبادرة تضامنية لصالح فلسطين ومقاومتها الواعدة!

لتزدهر آلاف المبادرات التضامنية لصالح أزهار وأشبال الأسد الفلسطينيين!

التضامن، كل التضامن مع المقاومين في السجون الصهيونية وفي زنازين العزل في المغرب وتركيا واليونان والفليبين وفي غير مكان من العالم!

التضامن، كل التضامن مع شباب البروليتاريين من أحياء الطبقة الشعبية!

التضامن، كل التضامن مع البروليتاريين المناضلين!

التضامن كل التضامن مع الجماهير الشعبية اليمنية!

المجد للشهداء والجماهير الشعبية المناضلة!

فلتسقط الإمبريالية وأذنابها الصهاينة والرجعيون العرب الآخرون!

إن الرأسمالية ما هي إلا بربرية، المجد لجميع من يعارضها بتنوع تعابيرهم!

معًا أيها الرفاق وفقط معًا سننتصر!

إليكم جميعاً أيها الرفاق والأصدقاء تحياتي الثورية

رفيقكم جورج عبد الله".

ترجمة Marie Ibrahim