الأربعاء، أيار 01، 2024

استقلال الاستقلال...

لبنان
*مقتطف من مقالة للشهيد حسين مروة كتبها في جريدة " النداء" في زاوية "مع القافلة " بتاريخ 11/22/ 1960 .


فرحتنا اليوم بعيدنا الوطني، عيد الاستقلال، فرحة مزدوجة:
هي الفرحة بذكرى اليوم الحبيب المجيد الذي توّج به شعبنا نضال الأيام والشهور والسنين والقرون.. ذلك يوم الاستقلال..
ثم هي الفرحة بيومنا هذا بالذات الذي نقيم فيه مهرجان العيد من جديد، يوم 22 تشرين من عام 1959 بالذات.. لأنه اليوم الذي يُحسّ فيه شعبنا، مرّة أخرى، أنه يضع قلبه ويده على استقلاله.. وقد كاد أن يفلت هذا الاستقلال، ذات حين، من حنايا قلبه وقبضة يده..
* * *
أنْ يوجد الاستقلال ويولد، هذا أمر عظيم وحادث مجيد..
ولكن الأعظم من هذا والأمجد، هو استقلال الاستقلال.. أي أن يثبت على قاعدة من الأرض التي ولدته، ومن الأرض التي نحتتْ صخرته بنضال الأيام والشهور والسنين والقرون.. نعني أرض الوطن، وأيدي الشعب..
فليس استقلالا ً مستقلا ً ذاك الذي يوجد في وطن، ولا تمسكه تربة هذا الوطن..
وليس استقلالا ً مستقلا ً ذاك الذي ينحته شعب، ولا يكون ملْك أيدي هذا الشعب نفسه..
* * *
ونحن، في لبنان، قد وُجِد لنا استقلال.. وكان هذا نتاج أرضنا وأيدينا، نتاج تاريخ طويل نسجناه، خيطاً خيطاً، من مُهَج القلوب وضياء العيون، وعصب الزنود، وعرق الجباه، ودم الأضاحي...
ثم جاء على لبنان "وقت" .. فإذا استقلالنا ذاك يكاد يكون لغير أهله.. لغير الأرض التي ولدته، ولغير الأيدي التي نحتتْه.. لغير وطننا ولغير شعبنا.. حتى صار شبح استقلال: أي صار استقلالا ً غير مستقلّ.. صار يميد ويترنّح، وكأنّ الأرض - الأم ليست أمّه، وكأنّ الشعب - الأب ليس أباه.. وكأنه وُلِد ونشأ للدخَلاء والطامعين والمستغِلّين من وراء الحدود، ومن داخل الحدود..
* * *
لن تكون فرحتنا اليوم كاملة، إلا ّ أن نشعر شعوراً كاملا ً بأن ّ استقلالنا سيثبت، منذ اليوم على قاعدته الصلبة، قاعدة أرضه وشعبه.. أي أن يكون استقلالا ً مستقلا ً لا أرضَ تُمسكه إلّا أرضنا، ولا يد تملكه وتحوطه إلّا يد شعبنا..
استقلال الاستقلال.. هذا هو الذي له اليوم فرحتنا، وله منذ اليوم عهدنا أن نحميه، لنحمي به أمسنا ويومنا وغدنا ..
*****
وفيما يلي صور من استقبال الرفاق القادة #فرج_الله_الحلو #نقولا_الشاوي بعد عودتهم من المفاوضات مع عصبة الأمم للمطالبة باستقلال لبنان
#الحزب_الشيوعي_اللبناني