كلمة النقيب د. سليم ابي صالح في اللقاء الوطني "لبنانيون ضد التطبيع"

  وكالات
لبنان
السيدات والسادة الأعزاء...  إثنان وسبعون عاماً مرت على إغتصاب فلسطين وأصحاب الأرض مشتتين بين بقاع الأرض وأخوانهم – أي نحن أي العرب- مشتتين مقسمين بين داعم كلياً وداعم جزئياً ومتآمر عميل، و مشروعهم أي مشروع إغتصاب فلسطين ما زال في وضعية الهجوم فسياسة افلاس الدولة اللبنانية ووضع اليد على مدخرات اللبنانيين وإفساد المجتمع والإرادة الحكومية والتآمر على المقاومين اللبنانيين وسياسة كم الأفواه وتجويع وتشريد اللبنانيين في مختلف بقاع الارض وغير ذلك من السياسات المتبعة منذ ثلاثة عقود وحتى اليوم إنما يصب عن قصد أو غير قصد في خانة إضعاف وتمزيق المعسكر المعادي لوجود هذا الكيان المغتصب...

وفي هذا السياق أيضاً يصب مشروع تدمير سوريا والعراق وليبيا واليمن وتشريد المواطنين وكذلك محاولات إذلال مصر وإلهاء تونس والجزائر بمشاكل داخلية تحت شعارات واهية وهذا كله نجح لأن الشعوب العربية في كل الأقطار عجزوا ومازالوا عاجزين عن إقامة أنظمة حكم ديموقراطية تؤمن العدالة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية ، فمقاومة الإحتلال الإسرائيلي ودحره يحتاج إلى شعوب لديها خيارات ديموقراطية في بناء دولها ، تتقاسم خيرات بلدانها وثرواتها بمقياس عادل وتتمتع بحرية الفكر والمعتقد وحق الإبداع والتطور ، كما يحتاج- أقصد تحرير فلسطين – إلى حكومات لا تتسابق لنيل رضا الدوائر الرأسمالية الإستعمارية التي تدعم هذا الكيان، إنما حكومات منبثقة من إرادة شعوبها وبالتالي تخضع لرضاه . لقد قيل سابقاً وعلى لسان أكثر من مسؤول لبناني رسمي، ان دولة لبنان ستكون آخر دولة عربية توقع إتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني ولكن هذا لسان اللاهثين سابقاً وحاضراً وراء سلام موعود ومشاريع وسمسرات بإسم هذا السلام. ولكن الواقع هو أن لبنان بشعبه وقواه الحية لن يوقع على إتفاقية سلام مع هذا المغتصب فمن طرد الإسرائيلي بقوة الإرادة والدم والسلاح المقاوم ومن دون شرط او قيد لن يرضى أن يتنازل عن مسلماته. شعارنا يجب أن يبقى لا سلام مع كيان مغتصب ونعم لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وهذا الشعار لا تحمله إلا حكومات ديموقراطية منبثقة عن إرادة الشعوب – شعوب تعيش بحرية وعدالة وإخاء – على أراضيها شعوب تستطيع أن تدعم الخيار الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كامل التراب….