السبت، نيسان/أبريل 27، 2024

كلمة الحزب الشيوعي اللبناني التي ألقاها عضو اللجنة المركزية في الحزب الرفيق فراس الأشقر خلال تشييع الرفيق رياض شاذبك في بعدران الشوف.

  ادارة الموقع
أخبار الحزب
المشيعون الكرام، الرفاق الأعزاء، إن من إعتنق قضية وحزم أمره حيالها نضالياً, فكرً وعملاً, لا بد أن تبقى بصماته حية في قلوب وعقول محبيه ومعارفه.

الرفيق رياض شاذبك مناضل عمل بهذه المناقبية منذ ريعان شبابه إلى أن أقعده المرض.

لقد نشأ وترعرع في بلدته الحبيبة بعدران الشوف, وإنطلق منها الى الوطن حاملاً لواء التغيير والتحرير المتجذر في حزبنا الشيوعي اللبناني والحركة الوطنية اللبنانية.

من السمات التي تمتع بها الإلتزام والإبتسام حيال الظروف الصعبة, حيث كان يملك القدرة على إحتواء ردات الفعل الصادمة ويواجه بقلة الكلام وكثافة العمل, فهو العارف بمعايير نضاله في شتى الظروف واقفاً على مردود النتائج التي تعني القضية العامة. حيث كان يتمتع بقدرة خلاقة في التمييز بين ما يكلف به من مهام ذات طابع خاص, وبين ما يمليه عليه الواجب الوطني العلني, مستلهماً وهادفاً بنكران ذاته ليوازن بينهما.

في أوائل السبعينات إنظم الرفيق رياض إلى رفاقه المناضلين في الحزب الشيوعي اللبناني, حيث بدأ نضاله الديمقراطي العام والعمل النقابي مروراً بإلتحاقه بصفوف الحزب الشيوعي الجماهيري المقاتل, وصولاً الى إنتمائه لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.

لقد كان الرفيق رياض مقداماً شجاعاً, المقاتل الذي لا يكل ولا يمل.

لعب دوراً بارز ومهماً, وكان الجندي المجهول الذي نفذ مهماته بأمانة وتقنية وإحتراف.

العدد الأكبر منها لا يمكن الإعلان عنه نظراً لأهميتها وسريتها وأيضا فقد تولى الرفيق رياض الكثير من المسؤوليات منها:

مسؤول حماية الكادرات السرية لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. المسؤول اللوجيستي للمقاومة. مسؤول إدارة بعض الفرق المعلوماتية.

لقد كان كتوماً أميناً ذكياً ناجحاً وفياً لرفاقه وأصدقائه وقضيته.

من خلال ممارسته المميزة إنطلاقاً من عائلته الصغيرة, إخوته أجود وسهام, نبيل وزياد, حيث تمرسوا أن يكونوا مدرسة في الإلتزام والعطاء, مروراً برفاقه في بعدران والشوف وكل الوطن.

إنطلاقاً من إيمانه وقناعتنا بتلازم التغيير والتحرير, لا بد أن نقف على الحالة التي يمر بها وطننا لبنان.

إن العجز عن مواجهة الظروف الدقيقة هو نتيجة التركيبة السياسية لهذا النظام المبني على محاصصة الطوائف والزعامات التقليدية, بحيث لا يستطيع المجلس النيابي المنقسم عامودياً في حسم أي مسألة إقتصادية أو إجتماعية أو أمنية, ناهيك عن الفراغ الدستوري في موقع رئاسة الجمهورية والتمديد لحكومة تصريف الأعمال البائدة وللقوى الأمنية.

إن الصراع الدائر حول تفاصيل الحصص يتجاوز مصلحة الشعب اللبناني بعد أن دك هذا النظام ما تبقى من المرتكزات الاقتصادية.

فالإنهيار الناتج عن سرقة الأموال العامة والخاصة وتهريبها للخارج شكل الضربة القاضية للقيمة الاقتصادية للعملة الوطنية, هذا بالإضافة الى تدمير مرفأ بيروت التي لم تحدد مسؤولية تدميره حتى اليوم قضائياً وأمنياً. وهذا ما ينعكس على حياة الناس بكل فئاتهم, موظفي قطاع عام وخاص, والقوى الأمنية والمتقاعدين والمتعاقدين وأصحاب المهن الحرة والعمال والفلاحين.

إن مخطط تفريغ البلد من طاقاته وإنهاء كيانه, هو مقدمة ترتبط بما يجري اليوم على الساحة العربية. إذ نعتبر أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المحورية للصراع في المنطقة بين الإستعمار والإمبريالية المتمثلة بالكيان الصهيوني وداعميه دولياً وإقليمياً, وبين مصالح الشعوب التي تصبو الى التحرر والتغيير.

فمن دون مرتكزات وطنية يبقى العجز دائماً ومبرراً لدى اللاهثين وراء الإمتيازات الطائفية وصولاً الى إستخدام ورقة المناورة لما يخدم العدو الصهيوني والإستسلام له.

إن المقاومة الباسلة التي تبذلها فصائل المقاومة الفلسطنية على مدى ثلاثة وتمانين يوماً تستحق حاضنة شعبية وحكومية عربية مقاومة على كافة الصعد.

فإن ممارسات العدو الصهيوني الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل أطفالاً ونساءً وشيوخ من أجل الضغط, عمق مأزقه عالمياً والقلة التي إستطاعت أن تعبر عن نفسها عربياً, في حين أن المواجهة يجب أن تكون شاملة ذات مضمون وطني وقومي وليس أعمال إستعراضية لحفظ مقعد على طاولة المفاوضات.

إن الناس قيمةً وقيماً, ولن يكونوا أرقاماً.

نعزي أنفسنا بهذا المصاب الجلل, ولكم كل العزاء متمنين الصبر والسلوان لعائلته ومحبيه.

 

بعدران الشوف في 28/12/2023