السبت، نيسان/أبريل 27، 2024

كلمة الرفيقة ماري الدبس، رئيسة جمعية وردة بطرس للعمل النسائي لمناسبة يوم المراة العالمي والاحتفال التكريمي للرفيقة الراحلة نعمت جمال الدين

  ادارة الموقع
أخبار الحزب
إلى نعمت

توقفت كثيرا، متسائلة من أين أبدأ. فأنا لم أعتاد أن أتحدث معك بصفة الغائب، خاصة عشية الثامن من آذار - يوم المرأة العالمي -  كونك كنت على الدوام الحاضرة في كل المناسبات الخاصة والعامة، في كل ما أنجزناه دفاعا عن حقوق المرأة وحقوق الحركة الشعبية التي انتمينا إليها من خلال انتمائنا للحزب الشيوعي الذي جمعنا، وأعطانا الامكانية للعمل على تنفيذ حلمنا في بناء مجتمع جديد للانسانية. مجتمع لا تفرقة فيه على أساس الجنس أو اللون، أو الدين والطائفة. مجتمع يحترم إنسانية الانسان ويحقق طموحه في العلم والمعرفة، ويفتح أمام الشعوب, والمرأة بشكل خاص، آفاق الحرية والتقدم على كافة المستويات، بعيدا عن الحروب وما تولده من قتل وتدمير.

توقفت وتساءلت: ماذا كنت ستفعلين لو أنك اليوم معنا في مواجهة العنف الأسري القاتل، الذي أودى بحياة عشرات النساء على أيدي أقرب الناس إليهن؟ بل ما هي الخطوات التي ستقترحينها على الرفيقات في جمعية مساواة – وردة بطرس من أجل مساعدة نساء غزة، من أجل محاكمة المجرمين الصهاينة الذين قتلوا آلافا منهن، مع أبنائهن في أبشع جريمة إبادة بينما الأنظمة كلها، خاصة تلك التي تتربع على عروش بلداننا العربية، تتفرّج، أو بالأحرى تدعم المجرمين وتذرف دموع التماسيح على الضحايا؟ والحال ليست بأفضل في جنوب لبنان، حيث يقصف المدنيون، بمن فيبهم الأطفال، ويقتلون داخل بيوتهم المدمرة، بينما تحرق الطبيعة بالفوسفور الأبيض وغيره من الأسلحة المحرمة.

الرفيقات والرفاق،

نعمت جمال الدين كانت، بالنسبة لكل واحدة وواحد منا، وبالنسبة لي على وجه الخصوص، الرفيقة والصديقة والانسانة التي تهتم بمشاكل الآخرين وتسعى إلى مساعدتهم على إيجاد الحلول لها قدر المستطاع. كانت (وما أبشع أن نتكلّم عنها بصفة الماضي) المناضلة التي لا تتعب، بل إنها لم تتوقف يوما عن إداء المهام الموكلة إليها، على الرغم من المرض الخبيث والألم الشديد الذي كانت تكتمه حتى لا تزعج الآخرين، خاصة والدتها وإخوتها وأخواتها.

رحلت نعمت منذ سنة وبضعة أشهر، غير أنها باقية في قلوبنا، نحن رفيقات دربها اللواتي عشنا معها أجمل الأيام وأصعبها في آن، طوال سنوات وسنوات، وبالتحديد منذ العام 2006، الذي كان عام المقاومة والشهادة بالنسبة لعائلة جمال الدين. نعم. ستبقى نعمت في قلوبنا وعقولنا طالما حيينا.

ستبقى، هي والرفيقتين ناتالي وزينة، جزءا منا في المعركة المزدوجة التي نخوضها من أجل تحقيق شعارنا في وطن حر وشعب سعيد.

معا في معركة المساواة، ليس فقط بين المراة والرجل، بل خاصة بين النساء أنفسهن، اللواتي تفرقهن قوانين الأحوال الشخصية الطائفية والمذهبية.

معا في مواجهة العنف بكل أشكاله وتجلياته، من البيت إلى مكان العمل، ولا ننسى العنف القانوني والسياسي.

ومعا، خاصة، في المعركة الوطنية الهادفة إلى تحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة، واستعادة ما تمت سرقته من مياهنا الاقليمية، وتنظيم المواجهة مع الاستعمار الصهيوني من أجل انتصار قضيتنا المركزية، قضية فلسطين.

لنعمت كل الحب.

واسمحوا لي، أخيرا، بمناسبة يوم المرأة العالمي، أن أقول، باسمي وباسم رفيقاتي في جمعية مساواة – وردة بطرس للعمل النسائي، لأم أكرم البطلة ولكل أفراد عائلة جمال الدين أننا كنا معا، وسنبقى.