الجمعة، نيسان/أبريل 26، 2024

إعلان اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء

عربي دولي
نساء الطبقة العاملة في العالم متحدات ضمن اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء

باعتبارنا كحركات ومنظمات منضوية ضمن القمة العالمية للشعوب, فإننا بدورنا نعلن مشاركتنا في تخليد اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء, كما أننا نحيي النضال النسوي الذي تخوضه النساء والأشخاص من مختلف الأجناس في القارات الخمس ضد النظام الأبوي, الرأسمالية, الإمبريالية الصهيونية والعنصرية, بالإضافة إلى الوقوف في وجه الأنظمة التي تعرف مختلف أشكال التراكم الرأسمالي, الإستيلاء على خيرات الشعوب واستشراء مختلف مظاهر الموت, والتي كلفت حياة ملايين النساء والفتيات والأشخاص من مختلف الفئات والأجناس.
منذ عام 1981, أعلنت الحركة النسوية في أمريكا اللاتينية يوم 25 نوفمبر يوما عالميا للقضاء على العنف ضد المرأة, وجاء ذلك كتذكير بما عاشته الأخوات باتريا, مينيرفا وماريا تيريزا ميرابال من تعذيب واغتصاب واغتيال في آخر المطاف, حدث ذلك عام 1960, بناء على أوامر من الدكتاتور الدموي لجمهورية الدومينيكان, رافائيل ليونيداس تروخيو. كانت الأخوات ميرابال و اللواتي أطلق عليهم آنذاك أيضا الفراشات, جزءا من المجموعة السياسية ل 14 يونيو, وقد تعرضن للاضطهاد والاغتيال بسبب نضالهن السياسي وقدراتهن التنظيمية.
هذا التاريخ النضالي الذي تركته الفراشات الثلاث, لا يعتبر بحالة منفردة, بل هي قصة من ضمن العديد من القصص التي تخلد و تبرز نضالات النساء في جميع أنحاء العالم, فبجانب العنف اليومي للنظام الأبوي الذي ترزح تحته النساء, فإنهن يواجهن أيضا العنف السياسي والاجتماعي الذي ترتكبه الدول ضدهن وضد عامة الشعوب, على الرغم من التكلفة الباهضة لهذه الممارسات. لنا حياتنا وحريتنا, فالنظام الأبوي لا يستطيع التعامل مع ذلك بصفتنا ناشطات غير راضيات بالدور الذي يراد فرضه علينا, ونرفض الصورة النمطية للصمت والاستسلام, كما أننا نرفع أصواتنا ضد عدم المساواة. هذا ما جعل مهمتنا الرئيسية هي خلق مساحات يمكن من خلالها الإستماع والتعاطي مع النساء ومختلف الأجناس.
يمر العالم اليوم بأزمة عميقة نتحمل نحن وزرها على ظهورنا ومن خلال عملنا: فأعمال الرعاية والتعلم عن بعد والتغذية والعمل المنزلي كل هذا يقع على عاتقنا, مما يضطرنا إلى العمل على نوبتين أو حتى ثلاث نوبات عمل في اليوم دون راحة ولا تجديد. إن تأنيث الفقر في العالم والذي غالبا ما يكون مرتبطا بالعنف الاقتصادي هو الأول في سلسلة من الانتهاكات التي نعاني منها لذا يجب علينا كنساء في كل أنحاء المعمورة مكافحته و دفعه بنفس الطريقة التي يجب علينا أن نكافح بها في سبيل إنهاء قتل النساء, الاعتداء والاغتصاب وغير ذلك من أشكال العنف الجسدي والنفسي.
على الرغم من كل هذا, بصفتنا سواء كنا نساء فقيرات, سود, فلاحات, سكان أصليين أو نساء من الطبقة العاملة المناضلة, علينا أن نواصل الكفاح في جميع ساحات النضال, من أجل عالم نتساوى فيه اجتماعيا كما أكدت وألحت على ذلك الرفيقة روزا لوكسمبورغ. ها نحن نقف أينما كنا, وعلى الخطوط الأمامية للدفاع عن أراضينا من الجشع الإمبريالي والاستعماري للرأسماليين, وندافع قبل كل شيء عن حقنا في العيش بسلام وفي تقرير المصير. إن الحروب الإمبريالية في جميع أنحاء العالم تحاول استخدامنا كوقود لمدافعها, لذا يجب علينا أن نحارب هذا كل يوم.
باعتبارنا نساءا من حركات اجتماعية مختلفة فإننا منخرطات في النضال, انطلاقا من مطابخ المجتمع, ومرورا بقاعات التدريس والنقابات العمالية وكنساء فلاحات, وصولا إلى دورنا كعاملات في مجال الرعاية الصحية. نحن نكافح ضد الإفقار المطبق من طرف الرأسمالية, وضد الإحتلال الصهيوني والعنف المحكوم علينا به باعتباره الأكثر تواضعا.
في جميع أنحاء العالم نناضل دفاعا عن البيئة والموارد الطبيعية في سبيل سيادة شعوبنا, كما أننا نقف من أجل حقنا في تقرير ما يحدث لأجسادنا وابتغاءا للديمقراطية في بلداننا, وضد هجمات الفاشيين والمحافظين الجدد التي تسعى إلى حرماننا من حقوقنا.
اليوم أكثر من أي وقت مضى, نسلط الضوء على ما عانته فراشات ميرابال وجميع النساء المناضلات من أجل الحرية في جميع أنحاء العالم, كما أنه ونحن نواصل النضال من أجل عالم متحرر ومنعتق من ويلات النظام الأبوي, الرأسمالية, العنصرية و الإمبريالية, فإن أصواتنا تستمر في الصدوح أقوى وأقوى ضد جميع أشكال العنف الذكوري و الإستغلال, وضد جميع أشكال القهر.
باسم سعيدة المنبهي, ميشيل أيلين ناياريت, هاند كاندر, فاطمة البحري, سامجهانا بك, بريونا تيلور, جوزينا موثيمبا ماشيل, وآلاف النساء المحتجزات في مراكز الهجرة والجمارك, بالإضافة إلى جميع الأصوات المناهضة للعنف والفقر أينما كانت, نطالب بوضع حد للعنف الأبوي بكل تعبيراته.
تدعم النساء و بدون كلل الطبقة العاملة في كل مكان بالعالم, كما أننا متحدون في سبيل بناء عالم خال من التمييز والاستغلال.
لتسقط الأبوية!
واروفا موكادزي واروفا دومبو (عندما تضرب امرأة فكأنك تضرب صخرة)